الأحد، 14 أبريل 2013

عن سـد كجبــار..التهجيـر مره اخري


التجربه والتجربه فقط هي مايعلم الشعوب…لايتعلم البشر من خلال خطابات القاده والزعماء ولايمكن تغير العالم عن طريق المؤامرات الماسونيه كما تحاول الحكومات الدكتاتوريه تسويق مثل هذا الوهم،لذا فالتجربه طريقنا للامام دائما ونحن كنوبين لنا في هذا الموضوع بالذات تجارب وتجارب منذ العام 1902 مع بداية خزان اسوان الذي اغرق اكثر من 10 قري نوبيه يوم افتتاحه ثم مع تعليته مره بعد مره ثم بناء السد العالي وتهجيرنا النهائي و المدمر 1964 وان كنا أخطئنا بالسكوت و الرضوخ في المرات السابقه فلااعتقد اننا يجب ان نتبع نفس المنهج هذه المره ايضا. 

في منتصف التسعينات من القرن ال_20 ظهرت في اروقه الحكومه السودانيه فكرة بناء توربينات عائمه علي الشلال الثالث في الولايه الشماليه من اجل توليد الكهربا وتطور المشروع بعد ذلك لسد صغير بارتفاع 15 متر لتزويد الاستفاده بعملية توليد الكهرباء وتلافي اضرار بناء سد بحجم اكبر ولكن بدأت الحكومه السودانيه في الحديث عن سد أكبر من اجل توليد اكبر للكهربا "210 ميجاوات" و بدءت العمل في المشروع كعادة الحكومات العربيه القمعيه مع النوبين دون استشارة اهل المنطقه او حتي تحذيرهم بماسيحدث لهم ولكن هذه المره كان النوبيون قد تعلموا الدرس وتكونت "اللجنه الشعبيه لدرء اثار سد كجبـار" وبدءت عملها بارسال خطابات الي والي الولايه الشماليه وممثلي الحكومه تعلن رفض اهالي المنطقه لهذا المشروع لما فيه من دمار وخراب و مع مرور الوقت دخل المشروع ادراج الحكومه والتفت للاهتمام بسد اخر هو سد مروي،وكان هذا بشكل كبير انتصار للجنه واثبات لاهميه الخبره التي اكتسبها النوبين في مواجهتهم مع السلطات والتي تبلورت هنا في عملية تنظيم المجهودات وتوحيدها داخل اللجنه ولكن الامر لم ينتهي هنا. 

مع بدايات العام 2007 عادت حكومة الكيزان في السودان الي العابيها القديمه مع النوبين فأدخلت معدات وحفارات الي المنطقه من جديد لبدء العمل في المشروع ولكن هذه المره مع تعتيم اعلامي كامل حتي انهم لم يخبروا اهالي المنطقه بما يحدث ولكن سرعان ماانكشف الموضوع وبدء النوبيون يعلنون رفضهم. 

10/3/2007 خرجت اولي المظاهرات النوبيه الرافضه للسـد واحتشد الالاف في قرية فريق وخاطبوا مفوض الشئون الاجتماعيه والبيئيه بوحدة السدود د.احمد الكاروري والذي اعلن ان توجيهات البشير هي عدم اقامة اي سد دون موافقه اهالي المنطقه فهتف الالاف بانهم لايريدون السد ولكن كالعاده خدعت الحكومه النوبين مره اخري واعلنت انها لن تكمل المشروع ولكن لم يتم سحب الالات والمعدات من مواقع الحفر.. 


24/3/2007 المظاهرة الثانيه التي تخرج ضد المشروع ولكن هذه المره تدخلت الشرطه باطلاق قنابل الغاز والاعيره الناريه واُصيب خمسة افراد ولكن الاهالي نجحوا في احجتاز اكتر من 30 من رجال الشرطه ولكن تدخلت الحركه الشعبيه في الولايه الشماليه وتم الافراج عن رجال الشرطه. 

12/5/2007 اجمتع ممثلي 26 قريه من المنطقه وهي القري المهدده بالغرق في قرية فريق واعلنوا رفضهم للمشروع وتكونت اللجنه الشعبيه العليا لمناهضة سد كجبـار. 

13/7/2007 مسيرة سلمية اخري من الاهالي تواجهها الشرطه بالقمع والقتل ليسقط 4 شهداء من شبابنا المناضلين واصابة 19 آخرين وتلتها حملة اعتقالات لاكثر من30 شخصا قامت بها الاجهزه الامنيه.

ان ماكتبته ليس سوي سرد تاريخي حاولت تجميعه من خلال مجموعه من المقالات والاخبار والكتابات لمن شاركوا في تلك المعارك ومحاوله مني لفتح الموضوع في اوساط النوبين في القاهره فعلينا واجب يجب ان نؤديه وهو حماية اخواننا في الجنوب..اذا كان النوبين في السودان قد تعلموا الدرس التاريخي وبدء في تنظيم انفسهم وتوحيد كلمتهم واعلنوا رفضهم لسد كجبار في مواجهة نظام الكيزان الفاشي في السودان فعلينا نحن الا نرضخ لحكومة الكيزان الفاشيه في مصروعلينا ان نبدء في تنظيم انفسنا بشكل مبدئي وثانيا في التضامن مع اخواتنا في السودان وفضح النظام السوداني الفاشي من هنا من القاهره وفضح المذابح التي ترتكب ضد النوبين في كجبار. 

مازال مشروع السد فعالا ومازالت الحكومه السودانيه تذبح النوبين وتقمعهم من اجل تمرير المشروع بلا اي مبررات سوء بعض المكاسب الماديه وتدمير الحضاره والثقافه النوبيه.

هناك تعليق واحد: