تأججت القضيه النوبيه ف السنوات ال5 الاخيره و اشتعلت اكثر مما كانت عليه يوما ما و تحولت بين لحظه و ضحاها من كم مهمل الي احدي القضايا الاولويه للنظام المصري الذي بدا يكرس لها الكثير من وقته و وقت مخبريه ف الصحف الحكوميه و الاعلام المصري بشقيه الحكومي و الخاص و الذان اثبتا معا ف الاونه الاخيره مدي حقارتهما و فشلهما من اهم اسباب اشتعال القضيه النوبيه هو الكاتب النوبي المصري المبدع حجاج ادول بخطوته التاريخيه و الجريئه بذهابه الي مؤتمر لاقباط المهاجر ف 2004 راميا باكبر حجر ممكن ف بركة الركود التي اصابت القضيه النوبيه بالعفن و الامراض التي تسببت ف ضياع حقوق النوبين جيلا بعد جيلا تارة بالتهجير و تاره بنسيان ماضحي به النوبين من اجل وطنهم وتاره بكلمات عنصريه سخيفه ف اعلام اقل مايقال عنه انه اعلام قذر متأمر ضد شعب مصر بأكمله.......
تكونت اللجان و الجمعيات و الاتحادات النوبيه و دخل فيها المخلصين الحقيقين و عملاء النظام و حزبه الفاشل و لكن ماميز الجميع و وحدهم كان فكرة ان الزعيم عبد الناصر هو المذنب الحقيقي ف ماحدث للنوبين من تهجير و تدمير للتاريخ النوبي و استعمار ثقافي و حضاري و محاولة تدمير اللغه النوبيه و ظهور النوبين بشكل بوابين و سفرجيه ف الاعلام المصري و السخريه منهم او بمعني ادق يصبح عبد الناصر ف القضيه النوبيه هو الشيطان الاكبر و عدو النوبين الاول..... و رغم نجاح هذه المجموعه بشكل كبير ف تسويق هذه الفكره خاصه ف ظل اضطهاد النظام الانقلابي المصري منذ 15 مايو 1971بقيادة الرئيس المؤمن السادات و اضطهاده لعبد الناصر و تاريخه و مكتسبات عصره الاجتماعيه و كذا خليفته مبارك و مدي كرهم لناصر و تشويههم المتعمد لتاريخه وتاريخ مصر ف الخمسينات و الستينات...رغم هذا النجاح الا ان قطاع من النوبين لن اقول انه كبير مازال مؤمن بناصر و بعدالته الاجتماعيه و بعصره الجميل و لكن يبدو هذه القطاع من كبار السن ف اغلبه بينما لا يدرك الجيل الصغير الذي انتمي اليه من هو ناصر اساسا ليست قضيتي تعريف من هو ناصر فمن لا يعرفه لا يعرف بهيه و من لا يعرف بهيه لا يعرف مصر....و لكن القضيه هنا هو التعريف بالقضيه النوبيه و من حقا المتسبب فيها ؟؟؟من اطاح بالنوبين خارج نطاق التاريخ؟؟ من يحاول القضاء علي لغتهم و امتص دمهم و سرق ارضهم و طردهم شمالا ثم قرر طردهم مع باقي الشعب المصري شرقا ليبيعوا دمهم و كرامتهم ف بلاد الجاز العربي؟؟؟؟؟؟؟ رغم اعتقادي ان القضيه النوبيه بدات مع الغزو العربي لمصر و الفشل الذي مني به بن العاص علي ابواب النوبه ثم بعد ذلك المجازر التي ارتكبها كلا من صلاح الدين الايوبي و الظاهر بيبرس ف بلاد النوبه الا ان القضيه التي نعيشها اليوم تبدا فعليا مع وصول محمد علي الي كرسي السلطه ف مصر و رغبته ف بناء امبراطوريه تمتد شرقا و غربا شمالا و جنوبا دون ان يوقفه احد و قد كان ففى سنة 1820 فقدت النوبه إستقلالها و دولتها و قوميتها علي يد قوات الجيش المصري الذي غزا النوبه تحت قيادة محمد علي...أصبحت النوبه تحت تابعية الإداره المصريه و كذلك السودان و أصبحتا خاضعتين للحكم المصري العلوي و قد صدر فرمان من الدوله العثمانيه آنذاك قلد فيه السلطان محمد علي (ولاية النوبه والفونج"السودان" وملحقاتها الخارجيه) مدي الحياه . بعد التبعيه للنظام العلوي التركي فقد أتبعت الإداره المصريه بالنوبه سياسه مجحفه ضدنا فقد فرضت الجزيه و الإتاوات حتي أصبح النوبين فى فقر مدقع و اغتصبت منهم المحاصيل و عملوا فى السخره تحت ضرب السياط...و بقى أبناء النوبه طيلة الفتره العلويه فى ظلم و إضطهاد و معاناه فلم يتبع فى النوبه طوال هذه المده أي سياسه عمرانيه أو إصلاحيه أو تعليميه لنقل النوبيه من عالم القرون الوسطي الي القرن ال19 مثلما قاد محمد علي مصر الي التقدم . فى سنة 1898 أعلنت بريطانيا و مصر الحرب علي المهديه و نجحوا فى إسترجاع النوبه و دولة المهديه و اطلق البريطاينون اسم السودان الإنجليزي المصري علي جميع أراضي المنطقه شاملة النوبه التي أستولي عليها المهديه من قبل......حتي هذه اللحظه كانت النوبه سواء تحت الاحتلال العلوي الشمالي او المهديه الجنوبي كتله واحده إقيلم واحد يمتد من جنوب الشلال الاول و حتي الشلال الخامس....أمه واحده بقوميه واحده و لكن جاء العام المشئوم عام تقسيم النوبه .............1899 تم تحديد الحدود بين مصر و السودان بناء علي الإتفاق المسبق بين العلوين و المهديه شامله هذه المره منطقة وادي حلفا بإصرار من البريطانين لتصبح الأمه النوبيه مجتمعين"نوبه مصريه و نوبه سودانيه"لتفقد النوبه قوميتها و ذاتيتها بناء علي اوامر الامبراطوريه البريطانيه. ان اعتراف مصر بحكم المهديه فى هذه المناطق بناء علي هذه الاتفاقيه ليست له اي مرجعيه او سند تاريخي و ما كان هذا الاعتراف سوي اتفاق بين القوي الاستعماريه البريطانيه و القوي الرأسماليه و الرجعيه ف الجانبين المصري و السوداني علي حساب الأمه النوبيه ....إن تمصير جزء من النوبه و سودنة الجزء الاخر ادت الي تجزئة الأمه النوبيه و تحويلها الي اقليه فى البلدين و تبع هذا بالتأكيد عمليات مستمره من العزل العنصري و التهميش السياسي و تفريغ الهويه الذاتيه و تحويلها إلي مجرد أقليه ضعيفه
ف عام 1902 و قبل مولد ناصر ب16 عام انتهي العمل ف خزان اسوان و الذي بناه بالتاكيد هم الملكيين او بالاحري السلطان ف هذا الوقت فقد كانت مصر حتي هذه اللحظه سلطانيه...لم تعطي الحكومه العلويه للنوبين اي تحذير لما سيلاقونه و لم يخبروهم اساسا بالخزان و عندما بدا الخزان تعرضت 10 قري نوبيه للغرق بينما كان الناس يجلسون ياكلون ينامون دخلت البيوت مياه الخزان تقتل البشر و تبيد الاخضر و اليابس هرب من هرب و مات العجائز و الاطفال و خرج الشباب و الفتيات الصغار يبكون ابائهم و اخوانهم و اهلهم مات مئات من النوبين ف يوم واحد بضربه واحده من قبل نظام رجعي فاشستي متخلف و لكننا لا نسمع احد يتكلم عن هذا مع كل مره يتم تعلية الخزان ف السنوات اللاحقه مره و اتنين و تلاته كانت الحكومه المصريه تطرد النوبين من ارضهم و تلقي بهم ف الجبال اعلي ارضهم القديمه و كان التهجير الاخير عام 1933 ......كل مره كانت الارض الزراعيه تضيق اكثر و اكثر كل مره كانت الارض تنحسر و الرزق يتراجع و الرجال النوبين يهاجرون شمالا ترك الفلاحون ارضهم و زرعهم تحت مياه النيل و ذهبوا ليعملوا سفرجيه و بوابين ف القاهره و الاسكندريه لان النظام الملكي المصري ف عهد فؤاد و فاروق لم يهتم بهم و لم يحاول حل مشاكلهم و لا النظر لهم و تطوير بيئتهم و تمدين قراهم لماذا اذن لايشنون هجماتهم علي فاروق و فؤاد و عباس حلمي الثاني و محمد علي و ابراهيم باشا و يتفرغون لناصر...... انا لا اعفي عبد الناصر مما حدث للنوبين من تهجير و لا اعفيه من التجاهل للثقافه النوبيه و لكن ليس وحده و ليس الاول و لن يكون الاخير بل ان مافعله ناصر لايقارن بما فعله النظام الملكي و السلطاني مع النوبين من تغريق و قتل و سرقه للمحاصيل و الثروات اعتقد ان الانتماء الليبرالي و الطبقي للكثير من القيادات النوبيه هو ما وضع القضيه النوبيه ف هذه المعضله و هو ماحولها من قضيه ضد انظمه استعماريه قاتله لقضيه ضد شخص واحد و هو عبد الناصر اذا اردتم قضيه نوبيه فانسوا مطالبكم الطبقيه لان النوبين فيهم الاغنيا و الفقرا فيهم من ينتمي لليمين و من ينتمي لليسار و اعتقد فيهم من يقبض من امريكا و من يقبض من الحزب الوطني و منهم من يخبط دماغه ف الحيط و مدي ثقافة و وعي النوبين و المصريين باكملهم هو ما سيحسم قضيتنا
حتى لو كان أي نظام اقترف آثام .. في قد نقش في التاريخ وحفر ولا يمكن إنكار مساؤه أو إيجابياته .. فكل حقبة لها تاريخية لها جانبان!!!
ردحذف