الخميس، 24 فبراير 2011

بيان إتحاد شباب النوبة الديمقراطى بخصوص التطورات على الساحة الوطنية والنوبية


إتحاد شباب النوبه الديمقراطي


عاشت مصر حره مستقله
المجد لشهداء ثورة مصر العظيمه


بيان إتحاد شباب النوبة الديمقراطى بخصوص التطورات على الساحة الوطنية والنوبية
بدايةً نتوجه بأسمى آيات التهنئة إلى جموع الشعب المصرى بالحرية ونتوجه بتحية إكبار وإعزاز إلى أرواح شهدائنا الأطهار الذين روت دمائهم شجرة الحرية.
هذا وإيماناً من إتحاد شباب النوبة الديمقراطى بأهمية وحدة وإلتحام كل فئات و أطياف الشعب المصرى فى هذه الثورة المجيدة وأننا جميعا نقف فى خندق واحد هو خندق الحرية والديمقراطية .. فإننا نشجب ونعترض على إعلان بعض الناشطين فى القضية النوبية إعتزامهم تكريم وتأبين الشهداء النوبيين تحت مسمى "شهداء النوبة" ذلك فإن هذا العمل وإن تم سيكون تماما ضد روح ثورتنا المجيدة والتى نادت بالوحدة والحرية والديمقراطية ونحن كإتحاد نرفض تماما ولا نقبل أبدا تحت أى مسمى أو ظرف تقسيم الشهداء على أساس العرق أو الدين ..لذا فالواجب أن يقوم النشطاء في القضيه النوبيه باحتفال وتكريم وتأبين لأرواح شهداء ثورتنا المجيدة علي أن يكون تكريما شاملا لجميع شهداء مصرنا العظيمه دون قصر أو تمييز .
أيضا وقد لوحظ إتجاه البعض إلى تأسيس حزب نوبى وهذا ما نعترض علية شكلا وموضوعا حيث أننا يجب علينا الإنخراط فى جميع الإتجاهات والأحزاب الوطنية وذلك لعدة أسباب:
أولا: المجتمع النوبى يحتوى عدة أيدولوجيات وإتجاهات مختلفة يستحيل جمعها جميعا تحت غطاء حزب واحد.
ثانيا: من الأفضل لنا ولقضيتنا أن نعمل على نشرها والمناداة بها من خلال جميع الأحزاب الوطنية والإتجاهات المختلفة كل وفق أيدولوجيته و مبادئه بما لا يتعارض والخطوط العريضة وثوابت القضية.
ثالثا: من الأفضل لنا ولقضيتنا ألا يقتصر نضالنا من أجلها من خلال الأحزاب وفقط ولكن يتعدى ذلك إلى كيانات غير حزبية كالإتحادات الروابط والجمعيات الأهليه ومنظمات المجتمع المدنى.
ومما وجب التنويه علية وبشدة أننا لاحظنا ظهور بعض الوجوه والشخصيات والتى لم تكن معنية بالقضية أبدا وكانت محسوبة على النظام السابق بل وتعمل وفق مخططاته لذا وجب أن نعلن أننا نرفض وبشدة التعاون أو التعامل مع هذة الوجوه المتلونة تحت أى ظرف أو مسمى ومهما كانت العواقب.
تحيا ثورة 25 يناير
 المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
إتحاد شباب النوبة الديمقراطى

الأحد، 16 يناير 2011

بدء فاعليات حملة نوبه تود



فى أطار حملة نوبه تــود للتعريف بالرموز النوبية ندعوكم لحضور اولى فاعلياتها .. ندوة التعريف بالرمز النوبى الكبير زكى مراد وذلك بمقر جميعة السلام الخيرية لأهالى ابو حنضل فى 77 ش 26 يوليو - بولاق أبو العلا .. وذلك يوم الجمعة 21/1/2011 فى تمام السابعة مساءآ
شاركونا بالحضور

..........................
دعوة إتحاد شباب النوبه 

الاثنين، 10 يناير 2011

حضرت إنتخابات قته...بقلم مصطفي الشوربجي



رؤيه لتجربة الانتخابات التي تمت في جمعيه قرية قته القاهره لإختيار أفراد رابطة شباب قته الخير بقلم الزميل مصطفي الشوربجي.
تحيه لشباب قرية قته و نتمني نجاحهم و تقدمهم من اجل خير قريتهم
................................



لن أغلق موبايلى أبدآ .. مطالبكم أهدافنا .. حب خدمة قتة يجرى فى دمى 
تستقبلك تلك اللافتات الأنتخابية عند دخولك مقر جمعية قتة حيث أمتلئت ساحة الجمعية باللافتات المصنوعة من القماش ومطبوع عليها صور كل مرشح واسمه ورقمه مُقدمآ نفسه فى إنتخابات مجلس إدارة رابطة شباب قتة الخير 

الذى لا يقل عدد افرادها عن 150 شاب تترواح اعمارهم بين 16 :35 ومدة المجلس المنتخب سنة ميلادية ..
التجربة مُذهلة جدآ فى جديّتها حيث ترشح 21 فردأ لشغل 7 مقاعد 5 فوق السن و2 تحت السن
وتكونت لجنة للأشراف على الانتخابات وفرز الأصوات لا يشترك أعضاءها فى العملية سواء إنتخابآ أو ترشيحآ 
كما حضر عدد من أعضاء مجلس إدارة جمعية قتة ليكونوا بمثابة لجنة مراقبة خارجية على الإنتخابات .... 
كل هذه الصور الديموقراطية أضفت الكثير والكثير من الجدّية على انتخابات قامت من بدايتها لنهايتها على أيدى شباب قمة فى الانتماء لكيان أسمه قتة 

التجربة تجعلك فى شدة الانبهار وأرى انه لو أتيح لأحد خبراء السياسة المصرية حضور ذلك الحدث لكان أفرد فى تحليله له صفحات وصفحات 
لك ان تتخيل ان جزء صغير جدآ من الوطن يقع فى أقصى جنوب مصر يجتمع مواطنوه على حبه وخدمته بهذا الشكل المبهر والغير مسبوق 
ما فعله شباب قتة شىء مذهل و مبهر ورائع وغير مسبوق فى اى تجمع شبابى نوبى ويعد بحق نموذج ومثال وتجربة يُحتذى بها 

أهداف رابطة شباب قتة الخير كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر الأشراف على تنظيم كورسات لغة نوبية وأنجليزية ودورات فى الحاسب الألى لأهالى قتة إلى جانب تنظيم الرحلات والندوات الثقافية ودورات كرة القدم كل ذلك بجانب الأعمال الخيرية التى كانت بذرة تكوين رابطة شباب قتة الخير 

وشرف لى أن أذكر هنا أسماء الأعضاء المنتخبون فى إنتخابات قمة فى النزاهة والديموقراطية لأنهم أرادوها هكذا ...
1- محمد شعبان كارة 
2- مصطفى محمد شملا 
3- كريم محمد مصطفى 
4- محمد يحيى عيسى 
5- عماد مصرى 
6- ياسر صابر 
7- محمد حسين 

وتحت السن 

1- ماجد 
2- أبو زيد عوض 

هنيئآ لشباب قتة تجمعهم هذا وأنتخاباتهم هذه , و يقينآ هم ضربوا مثل شديد الروعة يعطينا الأمل فى قدرة الشباب النوبى على التجمع والألتقاء على هدف واحد كان امس قتة و ممكن غدآ يكون النوبة ككل وممكن جدآ بعد غد يكون مصر وذلك هو الأهم

مصطفى الشوربجى 
إتحاد شباب النوبة

الاثنين، 20 ديسمبر 2010

الحياه في النوبه كما صورتها كتابات القرن الــ19

المقال من كــتــاب رحله في زمان النوبه"دراسه للنوبه القديمه و مؤشرات للتنميه المستقبليه" للباحثان الدكتور محمد رياض أستاذ الجغرافيا بكلية الآداب جامعة عين شمس و زوجته رحمها الله الدكتوره كوثر عبد الرسوال استاذ الجغرافيا بكلية البنات جامعة الأزهر و قد صدر الكتاب في القاهره ديسمبر 1997 مع انهما قد عملا علي الكتاب منذ عام 1966 حيث عاش الاثنان في النوبه و قاما بدارستهما العظيمه في بداية الستينات قبل تهجير النوبين و بعد تهجيرهم.

.............................

في أوائل القرن الـ19 إرتحل إلي النوبه أو مر عبرهاعدد كبير من الرحاله و المغامرين الأوروبين نذكر منهم السويسري لويس بوركهارتJ.L.Burckhardt الذي إرتحل في النوبهعام 1813 ,و البولندي جوزف فون سنكوفكسكي J.Von Senkowesky (1819) و الألماني إدوارد روبل E.Rueppell (1833) و النمساوي أنتون فون بروكش-أوستن الذي كان مبعوث إمبراطور النمسا إلي مصر في الفتره من 1826-1833A.VonProkesh-Ostenو الأمير الروسي هرمان لودفيج بيكلر-موسكاو H.L.Pueckler-Muskau(1837) و الجيولوجي النمساوي يوسف فون روسيجر الذي كان يعمل لحساب مصر 1846-1849J.Von Russegger و الروسي رافالوفيتش Rafalowitsch(1847) و أمليا ادواردز الإنجليزيه B.Amelia Edwards(1877) و غيرهم.

و قد كان لكثير من الرحاله وجهة نظر للموضوع بعضها شخصي و بعضها موضوعي لكن ربما كان أكثر الكتابات موضوعيه هي كتابات بوركهارت و روبل و بروكش-أوستن و الأمير بيكلر موسكاو و ربما أستقينا بعض من هذه الكتابات لتوضيح أوضاع النوبه الإقتصاديه في أوائل القرن الماضي قبل و بعد الإنضمام الكامل في النسيج المصري.

يركز بوركهارت الذي أستغرقت رحلته 35 يوما من أسوان إلي شمال بلاد المحس و العوده الي اسوان علي الأوضاع السياسيه في أواخر أيام حكم الكشاف لبلاد النوبه و ما تعرضت له من دمار إثر هجمة المماليك الفارين من حكم محمد علي و الظلم الذي كان يقع علي النوبيين من جراء الضرائب الباهظه التي كان الكشاف يفرضونها عليهم و يخلص الي ان هذا الجور سبب الفقر العام في النوبه.

لكن بوركهارت كان موضوعيا في وصف النوبه كما رآها مسرع الخطي,يقول ان الضفه الشرقيه في النوبه من أسوان إلي كورسكو أوسع و أصلح للزراعه فهي مكسوه بطبقه من الطمي في حين ان الضفه الغربيه معرضه لسقي من الرمال من الصحراء الغربيه إلا في ظل بعض الجروف و الجبال.و حيث أن رحلته كانت في فبراير و مارس فهو يري النيل ضيقا.و هذا امر طبيعي فالفيضان لم يأت بعد و المحاضيل الرئيسيه التي لاحظها بوركهارت هي الذره و الدخن و يتعجب لعدم زرع البرسيم برغم غمر الفيضان للأراضي الزراعيه .الزراعه لاتتم إلا بري السواقي مما يستلزم وجود الابقار لإدارتها و تتغذي الابقار علي قش الارز و الكشرنجيج.

الحقول مقسمه إلي أحواض صغيره(3*3 أمتار)تدخلها مياه المساقي. و يقول ان الارض تزرع بعد حصاد الدره عدة محاصيل منها الشعير و الكشرنجيج و الفول و اللوبيا و تبغ ردئ النوع أما القمح فهو نادر و ينضج في شهر مارس و علي مقربه من الدر تزرع محاصيل أخري هي العدس و الحمص و الترمس و البطيخ و أن هناك زرعه ثالثه بعد الشعير هي الذره الصيفي التي تزرع في إبريل و لاتتم إلا في الارض الجيده و لابد من ريها بالسواقي و لايجب ان يفوتنا ان نؤكد ان المساحات الزراعيه التي وصفها بوركهارت هي بالضروره صغيره لأنه كان يمر وقت انخفاض النيل مما يستدعي جهدا كبيرا في رفع المياه ومن ثم كانت قدرة الناس محدوده في الزراعه حتي لو كانوا من الذين يمتلكون اعدادا وفيره من الابقار.

بوركهارت

و قد لاحظ بوركهارت كثرة النخيل ابتداء من كورسكو لكن اشهره في مصر هو تمر الدر و ابريم( المعروف بإسم البلح الإبريمي) الذي يشتريه تجار إسنا و أسوان و ينقلونه بالمراكب في الخريف حين يساعد تيار الماء القوي علي سرعة النقل الي الشمال.

أما إدوارد روبل قد كان ملاحظا متميزا و لم يركز كثيرا علي موضوع الكشاف باستثناء ذكره ان الخراج السنوي الذي يدفعونه لحكومة القاهره كان في حدود 180 بويتل او مايساوي 9000 تالر(البويتل عمله عثمانيه=500 قرش و في مصر=100 قرش=101 مارك او تالر في تلك الفتره) و الامر الهام الذي اورده ان مايتحصل عليه الكاشف سنويا من الضرائب التي يفرضها علي النوبين يعادل 400 بويتل او 20000تالر مما يعني ان الكاشف يتحصل علي قيمه تزيد علي مايدفعه للدوله و هو مايعطينا فكره عن القوه الماليه للكشاف في تلك الفتره و لابد انهم كانوا يستثمرون جزءا من هذه القوه الماليه في تجارة الرقيق التي كانت تتجمع في دنقله و بلاد المحس ثم تتجه غربا لتلحق بدرب الاربعين بعيدا عن النوبه الشماليه.هذا بالاضافه الي المشاركه في تجارة السودان و مصر عبر وادي العرب.

و حول الزراعه يذكر روبل ان البرابره(يقصد الكنوز) يزرعو الارض العاليه عن مناسيب الفيضان ليأمنوا سلامة المحصول اذ جاء الفيضان مبكرا و لهذا فإنهم يروون الارض صناعيا و في حالة حدوث فيضان منخفض فان الكنوز يعانون ازمة غذاء حقيقيه وهناك محصولان سنويا :الاول في سبتمبر بعد هبوط الفيضان و ينضج في يناير و الثاني في يناير و ينضج في مايو و المحاصيل الهامه هي الدره و الدخن و الكشرنجيج و الشعير و القمح و تزرع اللوبيا علي ضفة النهر و القنوات صغيرة الامتداد و هناك محاصيل ثانويه تزرع في مساحات صغيره من البصل و التبغ و القطن.و تحتاج الساقيه في إقليم الكنوز الي ستة رؤوس من الابقار كل بقرتين تعمل معا نحو خمس ساعات.

و كانت العوائد في النوبه ايام الكشاف لاتحسب علي المساحه الزراعيه بل تحتسب علي الساقيه و يري روبل ان كبار الملاك القادرين علي حيازة عدد كبير من الابقار و الثيران يستطيعون زراعة مساحات كبيره بحكم إمكان تشغيل الساقيه فترات طويله بينما الفقراء الذين لا يمتلكون اكثر من بقرتين او ثلاثة ابقار لايستطيعون زراعة مساحات كبيره و مع ذلك يدفع الفقير نفس الفئه من العوائد علي الساقيه الواحده و في عهد الادراه المصريه أصبحت العوائد علي الارض و الساقيه معا و العوائد ليست كلها نقود بل هناك جزء يدفع عينا من المحصول و من الثوره الحيوانيه و الدواجن.

أما أنتون فون بروكش-أوستن فقد وجد النوبه مقسمه إداريا إلي أربعة اقسام تابعه لمديرية اسوان هي :من اسوان حتي كلابشه و من كلابشه إلي الدر و من لدر إلي غبريم و الاخيره من ابريم الي وادي حلفا.و قال بروكش-أوستن ان في النوبه مدينتين هما الدر و ابريم و 94 قريه و 21 حله منعزله و 15 جزيره مأهوله .و قدر عدد السكان بنحو 50 الفا و النخيل 145 الفا و عدد السواقي اتي تدفع ضرائب836 ساقيه (مقابل 3698 ساقيه عدها روبل جنوب الشلال الثاني).

و قد ذكر الأمير بيكلر-موسكاو ثلاثة موضوعات هامه هي:

1-إنه لاحظ التشويه المتعمد لدي بعض الشباب النوبي لتجنب تجنيدهم في الجيش المصري.

2-و هو أيضا أول من ذر صناعة السياحه عند النوبين :فقد راي أهل كورسكو يبيعون التذكارات السياحيه من دروع و رماح و سياط من جلود أفراس النهر الي المسافرين و المرتحلين في سياحه.

3-و كذلك سجل رؤيته لقري هجرها أهلها بالكامل بحثا عن مواطن جديده في دارفور.

و هنا يجب أن نضيف ماكتبه العلامه المصريه علي باشا مبارك عن منطقة الدر في موسوعته الضخمه"الخطط التوفيقيه" الذي اصدره في الثمانينات من القرن الماضي و يتضح لنا من قراءة ماكتبه عن مدي الغني لتلك المنطقه التي اتخذها الكشاف مقرا للحكم في النوبه زمنا طويلا.يقول علي مبارك:

الدر ...بلدة من بلاد ابريم و هي راس قسم بمديرية أسنا واقعه علي الشط الشرقي للنيل و أبنيتها باللبن و أطواف الطين,علي دور واحد ماخلا منازل أكابرها كمنزل المرحوك الكاشف.

و فيها جامع ينسب لحسن الكاشف له وقف نحو ثلاثين ساقيه بأطيانها يصرف عليه و علي خدمته من ريعها و يطعم منه الفقراء الواردون إليه.

و فيها محل لنائب القاضي و محل لناظر القسم و فيها أثر سوق كان مبنيا باللبن و الطوف و فيها سويقه أخري عامرة يباع فيها :الغلال و التمر و الأقمشه المصريه و النطرون و حب الخروع و الدخان البلدي.

و في شرقيها في سفح الجبل بربا خربة تسمي بإسمها و تجارة الربا مقام و لي يدعي الشيخ عكاشه عليه قبه.

و فيها بساتين كثيره مسوره أكثر شجرها النخيل و شجر الليمون المالح و بهذه البلده نحو سبعين ساقيه و نخيلها نحو 15620 نخله و فيها شجر اللبخ و شجر السنط أمام منازل أكابرها.

و أطيانها العاليه 422 فدانا و المنخفضه نحو 100 فدان و يزرع فيها القمح و الشعير والفول و العدس و الذره الصيفي و الدخن و اللوبياء و الكشرنجيج و الترمس و أنواع الخضروات و الخروعو هذا النوع كثير هناك الي حدود مديرية دنقله و يستخرجون من الزيت.

و يقال ان أكثر أهلها من نسل الاتراك الذين صعدوا الي هناك في اوائل مدة العزيز محمد علي باشا و لذلك الي الان يوجد اسماء رجالهم فلان كاشف كثيرا و في اسماء نسائهم السيده فلانه و هم تميزون عن باقي أهل البلد فإنهم طويلوا القامات ضخام الأجسام.

و يلبس أغنياؤهم ثياب القطن و قفاطين الحرير و الجوخ و أغنياء نسائهم يلبسن الملاءات الحرير و اساور الفضه و يعلقن في ضفائرهن قطع الذهب و الكهرمان و الودع كل بحسبه و يدهن شعورهن بزيت الخروع تاره وحده و تاره يضاف اليه القرنفل او الفتنه او غيره من العطريات.

و يصنع فيها المرجونات و بروش الخوص النفيسه و هي اصناف:

منها الغجري من خوص مصبوغ أحمر و أسود و منها التتري(خوص أبيض و أحمر و أسود)...و منها السلطه ملطه(خوص ابيض و أحمر و أسود و أصفر) و منها الكشومه وهي من الخوص غير المصبوغ.

و فيها الغنم و القر و الإبل و قد يخصون الخرفان ويسمونها الطواشيه و يرغبون في تربيتها و يعتنون بكلفتها و ثمن الخروف الطواشي إذا كان ابن ثلاث ستين جنيه مصري و بين هذه البلده و ابريم نحو اربع ساعات.

و لا شك ان هذا الوصف الدقيق يعطينا صوره جيده عن احوال النوبه بعد ضمها للإداره المصريه بديلا عن الصوره القاتمه التي اعرب عنها الرحاله الاوروبين في مطلع القرن الماضي صحيح ان حكم الكشاف كان استبداديا و هو امر شائعا في معظم العالم في تلك الازمان لكن دقائق الحياه الاسلاميه كانت مرعيه.فإن وقف نحو نصف سواقي الدر بأطيانها علي المسجد و أعمال البر بالفقراء أمر لايمكن ان يفوتنا و ان فات علي الكثير من الرحاله لأسباب عديده ربما كان عاي رأسها جهل الرحاله الاجانب باللغه المحليه من ناحية و عدم القدره هلي التمييز بين ارض موقوفه او غير موقوفه وإلا لعلهم جعلوا ذلك موضعا للتساؤل و السؤال و الاغلب ان مثل هذه الاوقاف كانت موجوده بالنسبه لمساجد و كتاتيب كثيره في ارجاء النوبه من اجل التعليم و البر و الحياه الروحيه.

الجمعة، 17 ديسمبر 2010

لـيـلة كــف نـوبـيه

فيديوهات قمت بتصويرها في احدي ليالي الكف السحريه و المذهله في نوبتنا الجميله في قريتي قرشه في عيد الاضحي المبارك قبل الماضي في سبتمبر 2009




الاثنين، 22 نوفمبر 2010

عــــــن الـــكـــشــاف....من كتاب رحله في زمان النوبه


كــتــاب رحله في زمان النوبه"دراسه للنوبه القديمه و مؤشرات للتنميه المستقبليه" للباحثان الدكتور محمد رياض أستاذ الجغرافيا بكلية الآداب جامعة عين شمس و زوجته رحمها الله الدكتوره كوثر عبد الرسوال استاذ الجغرافيا بكلية البنات جامعة الأزهر و قد صدر الكتاب في القاهره ديسمبر 1997 مع انهما قد عملا علي الكتاب منذ عام 1966 حيث عاش الاثنان في النوبه و قاما بدارستهما العظيمه في بداية الستينات قبل تهجير النوبين و بعد تهجيرهم.

.......................................

يحتاج هذا الموضوع إلي بعض التوضيح…هل شكلوا حكما مستقلا ام إدارة ذاتيه تحت النفوذ الإسمي للولاه في القاهره مقابل ضريبه سنويه؟و ماهي مناطق نفوذهم في إي من الحالتين؟ و كيف أستمر هذا النظام نحو ثلاثة قرون؟

الأغلب ان الكاشف كان نظاماْ متمما للحكم في مصر في صورة إلتزام مقابل إستقرار الأمور و إستمرار التجاره و بعبارة أخري كانت النوبه تحت إدارة الشاف دويلة ذاتية عميله لمصر في مواجهة سلطنة الفنج التي أمت نفوذها في فترات قوتها إلي دنقله.

هل صحيح ان الدوله نسيت هذه الحاميات العسكريه كما ذكر كل الذين كتبوا عنهم؟ ربما سقطت رواتبهم و لكنهم كانوا موجودين و معروفين لدي القاهره_علي الاقل نتيجة إرسالهم الضريبه السنويه.و حاكم إسنا أو أسوان له صلة و مراسلات بهم و يكتب خطابات توصيه لأشخاص يمرون بالنوبه يأخذها الكشاف علي محمل الجد و لا يخالفونها إلا بدهاء يجعلهم غير مسئولين عما وقع خلافا للتوصيه.إذن الدوله في مصر لم تنسي الكشاف و إنما أغلب الأمر أنها تركتهم يدبرون أمورهم داخل النوبه و بمواردها المحليه و ربما أمدتهم بالسلاح أو سهلت لهم الحصول عليه من السوق المصريه للإبقاء علي فاعليتهم العسكريه ضمانا للحدود الجنوبيه.

أما كيف استمروا في الوجود فيرجع ذلك غلي سياسة تزواجهم مع بنات وجهاء النوبين و أغنيائهم و تزويج أبنائهم علي هذا النحو.لهذا تقول بعض المصادر ان الكاشف كان له زوجات عديدات لم يجمعهم في حريم داخل قصر،و إنما يبقيهن في قراهن و بذلك يشرف هو و أبناؤه علي ممتلكات الأمهات في نواح عديده من النوبه. لهذا تكاثر الكشاف بحكم النسب الابوي و أصبحوا قوه عصبيه داخل جسم النوبين الذين هم أنسبائهم و أخوالهم علي مر الأجيال و لاشك ان الابناء يتلقون تعليما عسكريا يسمح لهم بإستمرار النفوذ و مساعدة الكاشف الكبير الذي يسكن الدر و هذا الاخير يندب أخا او ابنا لممارسة جمع الضرائب من الاهالي في مناطق معينه من النوبه مما خلق نسيجا متشابكا من الحكم يمتد الي ماتصل إليه قوة الكشاف.

و قد أدي التعسف في جمع الضرائب إلي هجرات سكان نجوع بأكملها في أحيان"1" مما يعطي الفرصه للكاشف تمليك الأرض التي هجرها أصحابها إلي بعض القادرين علي الوفاء بالضريبه المفروضه عليها او تمليكها لأبنائه و أقاربه خاصة أراضي الجرف الي تحاذي ضفة النهر مباشرة و هي اسهل في ريها واغناها محصولا و هذه التصرفات كانت تعني تغير أشكال الملكيه و تغير الملاك بل و تغير بعض السكان في النجوع و القري من حين لآخر طوال حكم الكشاف للنوبه. ولكن الامور استقرت بعد ان اصدرت الحكومه المصريه قرارا عام 1902 بتثبيت ملكية الارض لمن يزرعها و بالتالي فان الكثير من إدعاءات ذرية الكشاف علي اراض كثيره انتهت و انتهت معها سطوة كانت تمثل زاويه باقيه من زوايا النفوذ القديم للكشاف و لم يبق لهم الا الاراضي التي ىلت إليهم بالميراث شأنهم شأن بقية النوبين في ذلك و يجب ان نلاحظ ان ذلك قد مس اراضي جنوب النوبه من كورسكو الي أدندان حيث كان الكشاف و أتباعهم يتركزون في الاراضي الغنيه بينما لانلحظ ذلك في وسط و شمال النوبه لن نفوذهم في تلك المناطق كان غاليا مايقتصر علي فرض الضرائب.

حكم الكشاف كان يمتد من بلاد الكنوز إلي بلاد المحس لكن مركز الحكم كان هو اقليم النوبين في مصر إلي بلاد السكوت_إي يمتد من نحو كورسكو إلي جنوب الشلال الثاني و هذه هي أخصب بلاد النوبه بإطلاق فيما عدا السهل الغني في اقليم دنقله و كانت قري الكنوز الشماليه تقف أحيانا في وجه الكشاف و بخاصة قــــرشــــه فلا تدفع الخراج المطلوب او تدفع اقل منه .و ربما كان ذلك ناجما عن اقتراب هذه المناطق من مركز الحكم المصري في اسوان كذلك كان عرب العليقات يدفعون ضريبه لكن الكشاف لم يكونوا يعاملونهم بنفس أسلوب معاملة الكنوز لقوة العليقات التجاريه و حسن تسليحهم و في داخل مركز الكشاف كانت هناك قوه اخري أحيانا مناوءه متمثله في أغا أبريم الذي يمتد نفوذه غير بعيد من جنوب الدر حتي توشكي وأغا جزيرة صاي في شمال بلاد المحس و أغلب الكشاف يعودون باصولهم الأولي إلي البُشناق و المجر و غيرهم من بلاد البلقان و العثمانيه.أما حكام جزيرة صاي فكانوا من الأكراد و كلهم كانوا يتكلمون التركيه العثمانيه و لاتزال بعض الأسماء تشير إلي ذلك الاصل البعيد مثل مجموعة المجراب التي كانت متنشره في منطقة حلفا أو أسماء بعض الأماكن و القري مثل الكارانوج حيث كارا او قره كلمه تركيه بمعني أسود و نوج مصطلح نوبي بمعني بيت أو مجتمع نسبي.

و علي الرغم من قوة الكشاف إلا إنهم لم يكونوا ندا للمماليك الهاربين من وجه محمد علي فبرغم هزيمة المماليك أمام إبراهيم باشا في كـشــتــمــنـــه"في النوبه الشماليه" عام 1811 إلا إنهم زحفوا جنوبا إلي الدر و ابريم و أستولوا علي قلعتها في العام التالي و أستولوا علي 1200 بقره و أغنام كثيره و أموال فديه الأغا و السكان و حاصورا بعض القوات المصريه التي كانت تطاردهم ثم زحفوا جنوبا الي المحس و استقروا في دنقله"2" مكونين دوله مملوكيه لم تعمر سوي تسع سنوات من التنظيم و الاداره انتهت بدخول كل السودان في حوزة مــصـــر.

………………..

1-أشار الرحاله الروسي الأمير بوكلر- موسكاو(1837)الي قري نوبيه هجرها اهله جماعيا و ارتحلوا في وقت قريب من زيارته الي مواطن جديده في دارفور و ربما تكون هذه إشاره الي ان النوبين كانوا يمارسون هجره جماعيه لسبب او اخر في أحيان متعدده إلي كردفان او دارفور مما يفسر الانتشار الواسع للهجات النوبيه خارج النوبه و هو ماادي ببعض العلماء الي اعتبار كردفان الوطن الاصلي للفات النوبيه .

2-أقام المماليك دوله لهم في اقليم دنقله و أنشاوا عاصمة هي دنقله الجديده(الموقع الحالي) التي اصبحت مركزا تجاريا تفد إليه القوافل من دارفور و شجعوا النوبين علي استخدام الساقيه و قضوا علي سطوة الشايقيه نهائيا و كان عدد المماليك نحو 500 فارس فقط لكنهم سرعان ما كونوا جيشا قويا من العبيد المسلحين بالرماح و القسي بينما أختص المماليك بالسيوف و الاسلحه الناريه و الخيولو أستمرت هذه الدوله 9 سنين إنتهت بفتح السودان1820

الأحد، 21 نوفمبر 2010

الشمندوره"المعني و الرمز"...بقلم محمود أمين العالم2

المقال من مقدمة كتاب "البحث عن الشمندوره"للأستاذ سيد جمال إسحق عضو حزب التجمع المصري و أحد رموز الحركه الشيوعيه المصريه عبر تاريخها
و للكتاب مقدمتان احدهما تتحدث عن محمد خليل قاسم"مؤلف رواية الشمندوره و قد كتبها الراحل محمد يوسف الجندي و هو احد رموز الحركه الشيوعيه المصريه و الاخري تتحدث عن رواية الشمندوره ذاتها و كتبها الراحل محمود أمين العالم المفكر الماركسي المعروف
.........................

و يكاد القسم الأول من الروايه ان يتشكل_كما سبق أن ذكرنا_ من لوحات مختلفه متنوعه،تعبر كل لوحه منها علي جانب من جوانب حياة هذه القريه النوبيه.

و لا سبيل لمتابعه تفصيليه لفصول الروايه في قسمها الأول و لهذا نكتفي بالإشاره إلي بعض عناصر هذه الفصول.فالفصل الأول يكاد ان يكون مقتصرا علي تقديم عائلة الراوي الصغير تقديما يمهد لفصول أو للوحات في فصول أخري مثل فصل الإحتفال بزواج أخته و في الفصل الثاني نتعرف علي أطفال القريه في رحلة ذهابهم اليومي إلي كتاب الشيخ طه. و في الفصل الثالث نتعرف علي حسن المصري الصعيدي الهارب من جريمة قتل،كما نتعرف علي مختلف علاقاته النسائيه في القريه و دوره الفعال في خدمة أهالي القريه.و في الفصل الرابع نلتقي ببعض العئدين من القاهره حيث يعملون،يحمل بعضهم أخبارا عن الأزواج او الابناء الذين لم يعودوا بعد.و الفصل الخامس هو فصل جمع الثمار و الفصل السادس و السابع هو فصل دفع الديون للمتجر الذي يملكه الشيخ أمين والد حامد الراوي و مايدور خلال ذلك من مساومات و اختلافات بهذا الشأن و الفصل الثامن هو فصل الموسم الكبير موسم البلح حيث يأتي تجار غرباء للشراء.و هو فصل زاخر بالأحاديث السياسيه و الإجتماعيه و في هذا الفصل يثار موضوع التعويضات عن الفيضان و عن ضآلة هذه التعويضات .و في هذا الفصل يأتي مدير مصلحة المساحه علي راس وفد لتسجيل الأطيان و النخيل الخاص بالأهالي. و الفصل العاشر هو فصل حجويه الزوجه الثانيه لوالد حامد الراوي و هي تعاني حالة ولادة متعسره.و الفصل الثاني عشر هو فصل فرقة أبو رحاب بطبها و راقصيها،وفي هذا الفصل تقول فكيهه الغجريه قارئة الرمل لحامد انه سيقف ثلاث مرات أمام المحاكم و هو مايتحقق بالفعل في حياة المؤلف محمد خليل قاسم بعد ذلك! و في الفصل الخامس عشرلقاء حامد مع مصطفي الذي يدرس في مدرسة عنيبه و تطلع حامد ان يشاركه في ذلك متخليا عن الذهاب الي الازهر كما يريد له والده.و في الفصل السادس عشر نجد داريا و أبنتها شريفه و هما اكثر القريه فقرا و تعاسه تعملان في الزراعه في غيبة أبن داريا جمال في مصر و استقراره بها و زواجه من مصريه.أما الفصل السابع عشر فهم موسم شهر الصوم شهر رمضان و عاداته المختلفه من عبادات و أطعمه و طقوس و في هذا الفصل تأتي أخبار عن مظاهرات في مصر ضد صدقي باشا. و في الفصل الثامن عشر نحتفل بليلة القدر وفي الفصل التاسع عشر نحتفل بالعيد و نزور قبور أمواتنا و في الفصل العشرين أخبار عن جريدة الأهرام حول تقديرات حكومة صدقي باشا للتعويضات و حول أزمة البطاله و محاكمة عمال العنابر مما يبرز الجانب السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي. و في الفصل الحادي و الثاني و الثالث و الرابع و العشرين تفاصيل حفل زواج شعبان بأخت حامد و طقوس تعميد العروسين في النيل و طقوس الزواج عامة و بخاصه الرحله الي مقام الشيخ شبيكه للتبرك بعتباته و مع هذا الفصل يكاد ينتهي القسم الأول من الروايه الذي يقدم لنا لوحات متنوعه للواقع التراثي و الاجتماعي لقريه نوبيه في انحائها المختلفه. و ان كنا نحس كما اشرنا من قبل بداية خطر الفيضان المقبل و ظلم و اجحاف التعويضات التي قدرتها لاهالي القريه حكومة صدقي باشا المستبده.

و لعل هذا القسم ان يكون لامجرد تسجيل لواقع اجتماعي تاريخي ثقافي لهذه القريه النوبيه إنما هو بهذا التسجيل نفسه يعد تمهيدا واقعيا تقريريا لابراز فداحة و عمق المحنه التي سوف تتعرض لها القريه النوبيه و التي سوف تكرس لها الروايه فصولها التاليه.علي ان هذا القسم الأول من الروايه لايقدم لوحاته الاجتماعيه علي هذا النحو التجريدي المسطح الذي عرضته و انما يعرض لها في حياتها و تجاربها و طقوسها و عاداتها و اعرافها و علاقاتها و حكاياتها و أساطيرها و مشكلاتها و افراحها و مباهجها و قصص الحب المختلفه كمجتمع متسق متجانس ملتحم موحد رغم فقره و تخلفه و مآسيه الصغيره.

و مع الفصل الخامس و العشرين تبدأ مرحله دخول الروايه شعوريا وسلوكيا و عمليا في الدراما الحاده لمرحلة الطوفان. ولهذا تبدأ الفقره الاولي من الفصل بتواتر الأحاديث في القريه عن التقديرات الكجحفه للتعويضات و هنا تبدأ عملية كتابة عرائض الاحتجاج،يكتبها المأذون أو بدر أفندي أو المحامي و تقرأ العرائض علي الناس علي المصاطب و في الساحات ثم يوقعونها ثم ترسب إلي المسئولين في القاهره.

و نلاحظ في هذا الفصل و في أغلب الفصول التاليه أختفاء الراوي الطفل و ينتهي هذا الفصل بحجز بعض الذين وقعوا هذه العرائض في سجن المركز في الدر و في الفصل الثاني تنتقل بنا الروايه إلي قلب أحداث المقاومه في القاهره حيث نلتقي بالنوبي المناضل حسين طه الذي يخطط لإغتيال صدقي باشا إنتقاما لمعاملته المجحفه للنوبين و هكذا تتحول الروايه من حالة الوصف و التسجيل إلي حالة الغليان و التوتر و الاحتجاج و المقاومه و النضال دون أن نفقد الخيط المتصل لبعض أحداثها الإجتماعيه و العاطفيه مثل عشق مرعي لشريفه و علاقة بسطاوي بسعديه ثم مرض شريفه مرضا يكاد يعرضها للموت.قد يبرز الأنا الراوي أحيانا و لكن بشكل عابر.ذلك أن الروايه انتقلت في معظم أحداثها إلي السنة ابناء القريه و الي الكاتب المتضمن في الروايه أو إلي لسان الجماعه(نحن) .و تتعرض القريه في فصل من فصولها لمجاعه حاده و تكتفي الدوله بمواجهتها ببضعه أطنان من الدقيق الاسترالي الذي لايغني شيئا و لا يسد حاجه و ما ان تنتهي المجاعه حتي يبدا هجوم الجراد الذي يقاومه الأهالي مقاومه باسله.و ما ان ينتهي الجراد حتي تقترب ساعة الطوفان و هنا تبرز بقسوه مسالة التعويضات و الموقف منها .ما العمل؟ هل تقبل القريه ماتعرضه الحكومه ام ترفض و تقاوم!؟ و في هذه المرحله يبرز وجه جديد غلي جانب الوجوه البارزه الأخري.إنه أحمد وابور و هو مايمكن ان يكون رمزا أو نموذجا للعامل الصناعي(في حدود الإحتياجات الصناعيه للقريه) في معركة المقاومه و يرتفع شعار مقاومه التعويضات و رفض استلامها و تتشكل جبهه لها و لكن هذه المقاطعه لاتحولها الروايه بشكل مثالي غلي بطوله مطلقه فسرعان ماتخف شيا فشيئا حتي يتم الاستسلام في النهايه لما تفرضه الحكومه.يتراجع أهل القريه واحدا بعد الاخر بتاثير من واقعهم المتدني و ضآلة نقودهم و ماتركه الجراد في زراعاتهم فضلا عن سوء المحصول و انخفاض أسعار البلح غلي جانب المجاعه و يبدأ أهالي القريه يهاجرون إلي الضفه الاخري من النهر لإرتفاعها عن مستوي الفيضان المتوقع .أخذوا يفككون بيوتهم و يحملون ابوابها و مايمكن ان يحتاجوه منها. وهكذا أخذت القريه تتحول من الوحده المتماسكه الملتحمه التحاما حميما مكانا و تاريخا و ناسا و مباني و تراثا التي أبصرناها خلال لوحات القسم الاول،أخذت هذه القريه تتفكك "كل شئ أخذ ينهدم .السواقي،الشواديف،جدران البيوت،الحظائر و كل شئ أخذ يتلاشي"(ص364) و تشحن البقايا الصالحه الي الضفه الاخري من النهر في مواجهة صعوبات و اخطار و تضحيات كبيره و كان مرعي و وابور و شباب القريه يحملون العبء الاكبر بشكل جماعي متفان و سرعام مااخذت امواج الطوفان تتدفق تحاصر كل شئ ثم سرعان مااخذت تغيب فيها القريه بأكملها،باشجارها و قبورها و بقايا جدرانها و علي وجه الماء أخذت تعوم أكفان بيضاء!

لعل هذه الصفحات التي عبرت بها الروايه عن ابتلاع المياه للقريه ان تكون من ابدع صفحات الروايه بل و من ابدع الصفحات في أدبنا العربي المعاصر كله.

و هكذا انتقلت حياة القريه الي الضفه الاخري الجرداء الميته لتبدأ مرحلة بعث جديد في مواجهة أخطار و أزمات من نوع مختلف.لعل كان من أشدها و أقساها إندلاع الحريق الذي اتي علي اغلب ماحملته ايدي الاهالي من قريتهم التي اغرقها الطوفان فضلا عن ندرة المياه و صعوبه الحصول عليها من باطن الارض و يبدا الاستقرار القلق المأساوي في هذا الموقع الجديد و لكن لايتوقف الاهالي عن المطالبه بحقوق جديده و تبدأ حملة العرائض من جديد بغسم "منكوبي التعليه الثانيه" يطالبون فيها با يتيح لهم مواجهة الصحراء التي تحيط بهم من كل جانب. و الروايه لاتنتهي بنا عند هذا الحد بل يبدا مايشبه التذييل الاخير.في هذا التذييل الاخير تنشغل الروايه بمسألة سفر حامد الراوي الذي كبر مع الاحداث ليتعلم في المدرسه الابتدائيه في العنيبه و تنجح عريضة"منكوبي التعليه" في إعفائه من شرط السن و يعود الي مواصلة دراسته في المدرسه بعد ان كان قد طرد منها و لهذا تنتهي الروايه وحامد يمتطي ظهر ركوبته منطلقا في الطريق العام الي مدرسته الابتدائيه في عنيبه. و هكذا كما ذكرنا من قبل تتحرر الشمندوره في النهايه من قيودها في شخص حامد بفضل النضال الجماعي و التمسك بحق المعرفه و التعليم،الذي هو طريق التحرر و الخلاص من التخلف و الامتهان و الاحساس بالدونيه.

و هكذا تبدأ الروايه"بالنحن" الجماعيه و تنتهي "بالانا" الفرديه تغذ السير في الطريق العام،طريق المجتمع الاكبر خروجا من المجتمع الضيق المغلق.علي انها ليست الانا الفرديه المفارقه لتراث الجماعه و انما هي الانا الفرديه التي انتصرت بفضل وعي جماعي و نضال جماعي.

و تتحرر الانا الفرديه بالتعليم،هو علي النقيض من خروج الانا الفرديه من الجماعه خروجا مكانيا فحسب للخدمه المتدنيه في المجتمع الاكبر مما يعني تكريس العزله و الانغلاق الاستغلال و التخلف. وما اكثر التأكيد في مواضع مختلفه من الروايه علي ضرورة التعليم و العمل علي فتح ابوابه للأجيال الجديده كطريق للتحرر و الكرامه.

و تكاد ان تكون هذه هي الرساله الكبري للروايه كما سبق ان أشرت فالروايه لاتسعي فقط الي مجرد تسجيل احتجاجي علي ماأصاب أهالي النوبه من ظلم بالغ وما تحملوه من تضحيات كبيره لتحقيق مشروع تعميري كبير لمصلحة مصر كلها و لاتسعي فقط كذلك الي تأكيد الهويه المكانيه و المجتمعيه و التاريخيه التراثيه للمجتمع النوبي في إطار المواطنه المصريه و إنما تحمل كذلك رسالة التعليم و المعرفه لكل النوبين بل للمصرين عامة بإعتبارها طريق التحرر من التخلف و الدونيه و طريق المشاركه الفاعله الايجابيه في تنمية و تطوير و تجديد الوطن الكبير في مختلف جوانبه السياسيه و الاجتماعيه و التراثيه و الثقافيه و الحياتيه عامة.

و لعل هذا هو الطريق نفسه الذي اختطه محمد خليل قاسم لنفسه.لقد جاهد من اجل ان يواصل طريق تعليمه و استطاع بهذا ان يخرج من حدود مجتمعه المغلق دون ان يفقد خصوصيته التراثيه،بل راح يغنيها و يخصبها باندماجه في المجتمع المصري الكبير و انخراطه في معارك التحرر الوطني و التقدم الاجتماعي و الوحده القوميه العربيه و التحرر الانساني الشامل من الاستغلال و التبعيه و الاغتراب و القمع و الاستبداد و الاستعمار و الصهيونيه و العنصريه و الانغلاق متسلحا بالفكر الاشتراكي المستنير.

إن رواية الشمندوره رغم موضوعها الخاص المحدد هي تعبير عن هذه الرؤيه الإنسانيه الشامله و لهذا فهي روايه ذات خصوصيه متميزه في أدبنا العربي الحديث كما قلنا في البدايه.إنها تجمع بين الخاص و العام،بين الوطني و القومي والانساني، بين التسجيلي و الشعرينبين التقريري و الرمزي،بين التفاصيل الصغيره و الرؤيه الشامله و بين المحنه القاسيه و الشموخ الانساني،بين شراسة الوقع و عطر العاطفه الإنسانيه الزاخره بالوداعه و الطيبه و الصدق و الشجاعه و محبة الجمال و الحياه،تجمع بين رصانة اللغه و شفافيتها الصافيه الموحيه.

هذه هي الشمندوره الروايه التي أبدعها محمد خليل قاسم أما الشمندوره الرمز فماتزال تعاني قسوة قيودها وماتزال تواصل نضالها من أجل الحق و العدال و الحريه و هذا هو معني أن نعيد قراءة الشمندوره الروايه وان نجدد دراستها و أستلهامها في حياتنا....

و تحيه للذكري المتجدده للمناضل و الفنان المبدع مــحـمــد خــلــيــل قــاســــم


الجمعة، 12 نوفمبر 2010

مـحـمـد خــلـيـل قــاســم…..بقلم محمد يوسف الجندي


نقلا عن مركز آفاق إشتراكيه

المقال من مقدمة كتاب البحث عن الشمندوره للأستاذ سيد جمال إسحق

عرفت محمد خليل قاسم عام 1948 كنت في ذلك الوقت مسئولا عن منطقة الاسكندريه في “الحركه الديمقراطيه للتحرر الوطني” و حضر قاسم من القاهره ليعمل معي في لجنة المنطقه.
كنا نسكن معا في حجره فوق سطح أحد العمارات في الإبراهيميه،كان كلانا هاربا من مطاردة البوليس السياسي و ذلك بعد قيام حرب فلسطين و إعلان الاحكام العرفيه و بدء حملة الاعتقالات التي قامت بها حكومة إبراهيم عبد الهادي ضد العناصر الوطنيه المعارضه لسياستها و الشيوعين في مقدمتهم.كان علينا ان نعمل علي تأمين إقامتنا و سكننا و نواصل عملنا السياسي في هذه الظروف.
كنت في الثانيه و العشرين من عمري و كان يكبرني بأربع سنوات و توثقت بيننا العلاقات،علاقات المعيشه المشتركه و علاقات العمل و النضال و نمت بيننا صداقه وطيده.وجدته إنسانا لطيف المعشر رقيقا حلو النكته ذا وجه بشوش رغم الحده التي تبدو عليه لأول وهله فقد كان لايعرف المساومه في الحق و يقول دائما مايعتقد إنه الصواب و لا يتنازل عن رأيه إلا إذا أقتنع بالراي الأخر.
عشنا معا شهرا او شهرين ثم أنتقل للعمل في القاهره و اسندت إليه مسئوليه هناك ثم نقلت أنا أيضا و بعد ايام عرفت إنه أْعتقل.
التقينا معا بعد ذلك عام 1949 في سجن الحضره بالإسكندريه ثم عام 1961 في سحن المحاريق بالواحات الخارجيه و استمرت علاقتنا في السجن و استمرت بعد الافراج عنا عام 1964.
أمضي محمد خليل قاسم 16 عاما في السجن بشكل متواصل تقريبا بإستثناء شهور قليله خرج فيها الي الحريه عام 1953 بعد ان أمضي حكما بالسجن لمدة خمس سنوات لإنه بعد خروجه من السجن لم يتخل عن معتقداته و استمر في نضاله فأعتقل من جديد و قدم للمحاكمه أمام المجلس العسكري برئاسة الدجوي و حكم عليه بالاشغال الشاقه ثماني سنوات.أمضي أغلب المده في سجن جناح في سجن المحاريق بالواحات الخاريج.أنهي مدة العقوبه 1961 و رحل الي القاهره فكانت اجراءات الافراج او الاعتقال تتم عن طريق المباحث العامه و كان في إمكانه ان يخرج الي الحريه اذا تعهد بانه ترك الشيوعيه او انه لن يواصل العمل السياسي و لكنه رفض ان يقدم مثل هذا التعهد و فضل ان يعود الي السجن لمده مجهوله رغم قسوة السجن و رغم تعطشه للحريه و كان قد أمضي في السجن ثلاثة عشر عاما شبه متصله لم يتخللها إلا فتره قصيره عاش فيها خارج السجن بين الهرب و المطارده عندما انهي الخمس سنوات الاولي من السجن عام 1953 عاد الي السجن معتقلا و كل الذي تغير انه خلع بدلة السجن الزرقاء و لبس بدلة الاعتقال البيضاء و حرم من امتيازات تطبيق لاحة السجون عليه و ظل في المعتقل حتي أفرج عنه مع جميع المعتقلين الشيوعين يوليو 1964.
استمرت علاقتنا بعد السجن و هو إنسان مثقف شاعر و كاتب متمكن و متعدد المواهب يتقن اللغه العربيه و يكتب بأسلوب رفيع و يتقن اللغه الإنجليزيه و بارع في الترجمهو إلي جانب صداقتنا و اشتراكنا في العمل السياسي ،تعاوننا معه في دار الثقافه الجديده فأصدرنا له “الخاله عيشه” و عددا من التراجم منها”حركة التحرر الوطني في شرق افريقيا” و غيرها من التراجم و كنا نلجأ إليه دائما للتشاور بخصوص عمل الدار أو لترجمة بعض الكتب التي كنا نقوم بإصدارها و عند وفاته كانت لديه في منزله إحدي هذه الترجمات التي كان عليه إنجازها.
و في احد الايام جاء لزيارتي في الدار و كان عائدا من عند الطبيب الذي أخبره بمرض قلبه.لقد تأثر قلبه بفترة السجن و المعاناه الطويله و لكنه لم يكن يستطيع ان يستريح.فكان عليه ان يعمل و يعمل كثيرا ليعيش.عمل مترجما في وكالة أنباء ألمانيا الديمقراطيه بالإضافه الي تراجم أخري كان يقوم بها و بعد خروجه من السجن كان قد بدأ جهوده لتنظيم حياته الخاصه،أراد ان يتزوج و يكون اسره و يعيش حياه طبيعيه مثل باقي البشر.دخل السجن و هو في العشرينات و خرج منه و قد تعدي الأربعين.
تقد لخطبة إحدي الفتيات النوبيات و بدا يعد للزواج منها و كنا نسمع منه عندما نلتقي أخبار هذه الاستعدادات و كنا نلحظ سعادته بذلك و كنا نسعد معه آملين ان يستطيع بعد هذه المعاناه الطويله ان يجد من يركن إليه و يستريح معه ثم فوجئنا بخبر موته.
تلك كانت حياة محمد خليل قاسم المانضل الشيوعي الذي أجب وطنه و شعبه و أعطي كل قطره من حياته للقضيه التي آمن بها ومات فقيرا لايملك شيئا و لكنه ترك تراثا لايقدر بثمن .فأعماله الأدبيه و الثقافيه و علي راسها روايته”الشمندوره” مازالت تعيش اليوم و ستستمر و ستقرؤها الأجيال و حياته و نضاله و تضحياته و القيم الأخلاقيه التي ارساها تمثل نموذجا نادرا تقدمه لشباب اليوم و الغد.
إن حياة محمد خليل قاسم هي تاريخ جيل باسره وهو تاريخ لمرحله هامه و مضيئه من الحركه الشيوعيه و الحركه الوطنيه المصريه و هذا التاريخ يبدأ في الاربعينات مع نهاية الحرب العالميه الثانيه و هي فترة صعود و مد وطني أرتبط الكثير من الشباب في هذه الفتره بالحركه الشيوعيه من منطلق وطني فقد كان الشيوعين أكثر القوي وضوحا في تحديد الأهداف الوطنيه و أكثر ثباتا في النضال لتحقيقها.كان يرون أن النضال ضد الإستعمار مرتبط بالنضال ضد السراي و الإقطاع و القوي الرجعيه المتحالفه مع الاستعمار.
و أن النضال ضد الاستعمار لا يهدف الي مجرد جلاء القوات البريطانيه و هو أقصي ماكانت تسعي إليه الاحزاب التقليديه القائمه في ذلك الوقت.فالشيوعين كانوا يدعون للنضال من أجل التحرر الكامل العسكري و السياسي و الاقتصادي و الثقافي. وكانوا يربطون بين التحرر الوطني و التحرر الإجتماعي إرتباط النضال ضد الاستعمار بالنضال ضد أعوانه من المستغلين الداخليين . و بالنسبه للعلاقه مع السودان فقد كانوا يرفضون الشعار السائد حول”مصر و السودان تحت التاج الملكي” و يطلقون شعارا آخر هو “الكفاح المشترك بين الشعبين المصري و السوداني ضد الاستعمار”.
و كان محمد خليل قاسم نوبيا من جنوب مصر القريب من السودان و كانت له علاقه بالمناضلين السودانين المتواجدين في القاهره في ذلك الوقت و بعضهم كان يعمل في صفوف الحركه الشيوعيه المصريه و ينتظمون في احدي فصائلها”الحركه المصريه للتحرر الوطني” و كانوا يصدرون في القاهره مجلة”أم درمان” التي رفعت لواء المفاح المشترك.عمل قاسم معهم في مجلة أم درمان و من خلالها ارتبط بالحركه المصريه للتحرر الوطني و ظل يعمل في المجله إلي ان اغلقها إسماعيل صدقي في حملته الشهيره ضد الشيوعين في 11 يوليو 1946.
و لن أستطرد في الحديث عن دور الشيوعين ونضالهم في الأربعينات فهناك كتابات أخري تتحدث عن ذلك بتفصيل و لكنني أكتفي بإبراز أن هذا النضال كان هو الذي قد التمهيد الفكري و السياسي و النضالي لثورة 23 يوليو 1952،التي قامت متبنيه للأهداف و الشعارات التي نادي بها الشيوعين في الأربعينات الذين لعبوا دورا مباشرا في تحديد أهداف و برنامج الضباط الأحرار.
قام الشيوعين المصريون و منهم محمد خليل قاسم بهذا الدور و لم يطلبوا لأنفسهم أي مغنم و لم يحصلوا علي اي مكسب ذاتي بل استمروا يعانون في السجون و المعتقلات طوال الخمسينات حتي منتصف الستنيات لأنهم رفضوا التنازل عن مبادئهم ،رغم انهم أيدوا و ساندوا كل الخطوات الوطنيه والإجتماعيه التي كانت بقيادة جمال عبد الناصر.
و حياة محمد خليل قاسم هي نموذج لذلك الجيل من المناضلين ،كرس حيانه كلها لبلده و شعبه و للقضيه التي يؤمن بها. و أخضع كل شئ لهذا الهدف.فكانت سعادته الشخصيه تتحق بهذا النضال وبما يحققه من نتائج فيه و كان قاسم إنسانا ذكيا واسع الثقافه و كان في استطاعته ان يسلك الطريق الذي يسلكه كل من يبحثون عن المال و الجاه و الصيت و المركز فهو يتمتع بالصفات التي تمكنه من أن يحصل علي أعلي الشهادات العلميه و ان يحقق لنفسه مجده الشخصي و ان يبحث عن سعادته الشخصيه و لكنه أخضع كل ذلك للقضيه التي آمن بها و ناضل من أجلها و تحمل في سبيلها 16 عاما من السجن في أحلي سنوات عمره.
أمضي محمد خليل قاسم في الشجن سنوات طويله و لكنه لم يضع فترة السجن هدرا.ففي السجن كتب رائعته الشمندوره التي لم تر النور الا بعد الافراج عنه بسنتين وقبل ان يرحل عن العالم بقليل.لقد كانت حياته في السجن عملا مستمرا،كلما اتاحت له ظروف السجن ان يعمل و اكن يقوم بكل انواع العمل:العمل اليدوي-زراعة الأرض و مشاركة رفاقه في استصلاح الارض.و اشترك مع زملائه في بناء مسرح قدم عليه عدد من المسرحيات المعروفه مثل “عيلة الدوغري”و “الناس اللي فوق” و “الخبر” و بعضها مثل هناك لأول مره وبنوا مسجدا للصلاة.قام بهذا كله المسجونو و المعتقلون الشيوعيون،و كان العنبر المجاور يضم المسجونين من الاخوان المسلمين و لكنهم لم يساهموا في اي من تلك الاعمال.
عمل محمد خليل قاسم بيديه،حمل الغلقان علي كتفيه و ضرب الفأس في الارض فهو و زملاؤه يدافعون عن مصالح الانسان العامل و يحترمون العمل و يقدسونه و يمارسون بأنفسهم العمل اليدوي لافرق في ذلك بين مثقف و عامل.
و إلي جانب ذلك كان يمارس العمل الفكري و الثقافي.و هو شاعر موهوب صدرت أشعاره و هو في السجن و يكتب القصص و الروايات و يقوم بالترجمه.قام بالعديد من الترجمات داخل السجن و استمر في هذا العمل بعد الافراج عنه.
و كان يرعي زملاؤه من الشباب و العمال و الفلاحين و يتولي تثقيفهم و تعليمهم عن تاريخ بلادهم و يساعدهم في الكتابه باللغه العربيه السليمه و اللغه الانجليزيه التي كات يتقنها .لك يكن يعرف الراحه سواء داخل السجن او خارجه.