الجمعة، 23 أبريل 2010

الــنـوبــه....يـــد من مـلـوثـه بـدمـائـنـا؟



تأججت القضيه النوبيه ف السنوات ال5 الاخيره و اشتعلت اكثر مما كانت عليه يوما ما و تحولت بين لحظه و ضحاها من كم مهمل الي احدي القضايا الاولويه للنظام المصري الذي بدا يكرس لها الكثير من وقته و وقت مخبريه ف الصحف الحكوميه و الاعلام المصري بشقيه الحكومي و الخاص و الذان اثبتا معا ف الاونه الاخيره مدي حقارتهما و فشلهما من اهم اسباب اشتعال القضيه النوبيه هو الكاتب النوبي المصري المبدع حجاج ادول بخطوته التاريخيه و الجريئه بذهابه الي مؤتمر لاقباط المهاجر ف 2004 راميا باكبر حجر ممكن ف بركة الركود التي اصابت القضيه النوبيه بالعفن و الامراض التي تسببت ف ضياع حقوق النوبين جيلا بعد جيلا تارة بالتهجير و تاره بنسيان ماضحي به النوبين من اجل وطنهم وتاره بكلمات عنصريه سخيفه ف اعلام اقل مايقال عنه انه اعلام قذر متأمر ضد شعب مصر بأكمله.......
تكونت اللجان و الجمعيات و الاتحادات النوبيه و دخل فيها المخلصين الحقيقين و عملاء النظام و حزبه الفاشل و لكن ماميز الجميع و وحدهم كان فكرة ان الزعيم عبد الناصر هو المذنب الحقيقي ف ماحدث للنوبين من تهجير و تدمير للتاريخ النوبي و استعمار ثقافي و حضاري و محاولة تدمير اللغه النوبيه و ظهور النوبين بشكل بوابين و سفرجيه ف الاعلام المصري و السخريه منهم او بمعني ادق يصبح عبد الناصر ف القضيه النوبيه هو الشيطان الاكبر و عدو النوبين الاول..... و رغم نجاح هذه المجموعه بشكل كبير ف تسويق هذه الفكره خاصه ف ظل اضطهاد النظام الانقلابي المصري منذ 15 مايو 1971بقيادة الرئيس المؤمن السادات و اضطهاده لعبد الناصر و تاريخه و مكتسبات عصره الاجتماعيه و كذا خليفته مبارك و مدي كرهم لناصر و تشويههم المتعمد لتاريخه وتاريخ مصر ف الخمسينات و الستينات...رغم هذا النجاح الا ان قطاع من النوبين لن اقول انه كبير مازال مؤمن بناصر و بعدالته الاجتماعيه و بعصره الجميل و لكن يبدو هذه القطاع من كبار السن ف اغلبه بينما لا يدرك الجيل الصغير الذي انتمي اليه من هو ناصر اساسا ليست قضيتي تعريف من هو ناصر فمن لا يعرفه لا يعرف بهيه و من لا يعرف بهيه لا يعرف مصر....و لكن القضيه هنا هو التعريف بالقضيه النوبيه و من حقا المتسبب فيها ؟؟؟من اطاح بالنوبين خارج نطاق التاريخ؟؟ من يحاول القضاء علي لغتهم و امتص دمهم و سرق ارضهم و طردهم شمالا ثم قرر طردهم مع باقي الشعب المصري شرقا ليبيعوا دمهم و كرامتهم ف بلاد الجاز العربي؟؟؟؟؟؟؟ رغم اعتقادي ان القضيه النوبيه بدات مع الغزو العربي لمصر و الفشل الذي مني به بن العاص علي ابواب النوبه ثم بعد ذلك المجازر التي ارتكبها كلا من صلاح الدين الايوبي و الظاهر بيبرس ف بلاد النوبه الا ان القضيه التي نعيشها اليوم تبدا فعليا مع وصول محمد علي الي كرسي السلطه ف مصر و رغبته ف بناء امبراطوريه تمتد شرقا و غربا شمالا و جنوبا دون ان يوقفه احد و قد كان ففى سنة 1820 فقدت النوبه إستقلالها و دولتها و قوميتها علي يد قوات الجيش المصري الذي غزا النوبه تحت قيادة محمد علي...أصبحت النوبه تحت تابعية الإداره المصريه و كذلك السودان و أصبحتا خاضعتين للحكم المصري العلوي و قد صدر فرمان من الدوله العثمانيه آنذاك قلد فيه السلطان محمد علي (ولاية النوبه والفونج"السودان" وملحقاتها الخارجيه) مدي الحياه . بعد التبعيه للنظام العلوي التركي فقد أتبعت الإداره المصريه بالنوبه سياسه مجحفه ضدنا فقد فرضت الجزيه و الإتاوات حتي أصبح النوبين فى فقر مدقع و اغتصبت منهم المحاصيل و عملوا فى السخره تحت ضرب السياط...و بقى أبناء النوبه طيلة الفتره العلويه فى ظلم و إضطهاد و معاناه فلم يتبع فى النوبه طوال هذه المده أي سياسه عمرانيه أو إصلاحيه أو تعليميه لنقل النوبيه من عالم القرون الوسطي الي القرن ال19 مثلما قاد محمد علي مصر الي التقدم . فى سنة 1898 أعلنت بريطانيا و مصر الحرب علي المهديه و نجحوا فى إسترجاع النوبه و دولة المهديه و اطلق البريطاينون اسم السودان الإنجليزي المصري علي جميع أراضي المنطقه شاملة النوبه التي أستولي عليها المهديه من قبل......حتي هذه اللحظه كانت النوبه سواء تحت الاحتلال العلوي الشمالي او المهديه الجنوبي كتله واحده إقيلم واحد يمتد من جنوب الشلال الاول و حتي الشلال الخامس....أمه واحده بقوميه واحده و لكن جاء العام المشئوم عام تقسيم النوبه .............1899 تم تحديد الحدود بين مصر و السودان بناء علي الإتفاق المسبق بين العلوين و المهديه شامله هذه المره منطقة وادي حلفا بإصرار من البريطانين لتصبح الأمه النوبيه مجتمعين"نوبه مصريه و نوبه سودانيه"لتفقد النوبه قوميتها و ذاتيتها بناء علي اوامر الامبراطوريه البريطانيه. ان اعتراف مصر بحكم المهديه فى هذه المناطق بناء علي هذه الاتفاقيه ليست له اي مرجعيه او سند تاريخي و ما كان هذا الاعتراف سوي اتفاق بين القوي الاستعماريه البريطانيه و القوي الرأسماليه و الرجعيه ف الجانبين المصري و السوداني علي حساب الأمه النوبيه ....إن تمصير جزء من النوبه و سودنة الجزء الاخر ادت الي تجزئة الأمه النوبيه و تحويلها الي اقليه فى البلدين و تبع هذا بالتأكيد عمليات مستمره من العزل العنصري و التهميش السياسي و تفريغ الهويه الذاتيه و تحويلها إلي مجرد أقليه ضعيفه
ف عام 1902 و قبل مولد ناصر ب16 عام انتهي العمل ف خزان اسوان و الذي بناه بالتاكيد هم الملكيين او بالاحري السلطان ف هذا الوقت فقد كانت مصر حتي هذه اللحظه سلطانيه...لم تعطي الحكومه العلويه للنوبين اي تحذير لما سيلاقونه و لم يخبروهم اساسا بالخزان و عندما بدا الخزان تعرضت 10 قري نوبيه للغرق بينما كان الناس يجلسون ياكلون ينامون دخلت البيوت مياه الخزان تقتل البشر و تبيد الاخضر و اليابس هرب من هرب و مات العجائز و الاطفال و خرج الشباب و الفتيات الصغار يبكون ابائهم و اخوانهم و اهلهم مات مئات من النوبين ف يوم واحد بضربه واحده من قبل نظام رجعي فاشستي متخلف و لكننا لا نسمع احد يتكلم عن هذا مع كل مره يتم تعلية الخزان ف السنوات اللاحقه مره و اتنين و تلاته كانت الحكومه المصريه تطرد النوبين من ارضهم و تلقي بهم ف الجبال اعلي ارضهم القديمه و كان التهجير الاخير عام 1933 ......كل مره كانت الارض الزراعيه تضيق اكثر و اكثر كل مره كانت الارض تنحسر و الرزق يتراجع و الرجال النوبين يهاجرون شمالا ترك الفلاحون ارضهم و زرعهم تحت مياه النيل و ذهبوا ليعملوا سفرجيه و بوابين ف القاهره و الاسكندريه لان النظام الملكي المصري ف عهد فؤاد و فاروق لم يهتم بهم و لم يحاول حل مشاكلهم و لا النظر لهم و تطوير بيئتهم و تمدين قراهم لماذا اذن لايشنون هجماتهم علي فاروق و فؤاد و عباس حلمي الثاني و محمد علي و ابراهيم باشا و يتفرغون لناصر...... انا لا اعفي عبد الناصر مما حدث للنوبين من تهجير و لا اعفيه من التجاهل للثقافه النوبيه و لكن ليس وحده و ليس الاول و لن يكون الاخير بل ان مافعله ناصر لايقارن بما فعله النظام الملكي و السلطاني مع النوبين من تغريق و قتل و سرقه للمحاصيل و الثروات اعتقد ان الانتماء الليبرالي و الطبقي للكثير من القيادات النوبيه هو ما وضع القضيه النوبيه ف هذه المعضله و هو ماحولها من قضيه ضد انظمه استعماريه قاتله لقضيه ضد شخص واحد و هو عبد الناصر اذا اردتم قضيه نوبيه فانسوا مطالبكم الطبقيه لان النوبين فيهم الاغنيا و الفقرا فيهم من ينتمي لليمين و من ينتمي لليسار و اعتقد فيهم من يقبض من امريكا و من يقبض من الحزب الوطني و منهم من يخبط دماغه ف الحيط و مدي ثقافة و وعي النوبين و المصريين باكملهم هو ما سيحسم قضيتنا

الجمعة، 16 أبريل 2010

عــلـي كــوبــان....إبــن الـنـيـل



كل العالم من شرقه لغربه يعرف من هو علي كوبان يستمع الي اغانيه كل العالم نعاه عندما رحل ف صمت و بعيدا عن الأضواؤ وحيدا ف شقته عدا مصر....وطنه.

لم تعرف مصرو لا شعب مصر من هو علي كوبان و لا يعرفون حتي الان و لااعتقد انهم سيعرفون فالرجل الذي امضي عمره يغني و يعزف و يطرب النوبين لم يستحق ان ينظر له المصريين و لو حتي نظره عابره لم يستحق ان تكتب عنه الجرائد و تفرد له صفحاتها و ان تتفرغ له البرامج التلفزيونيه المصريه التي ملئت مشاهديها بتفاهات لا حصر لها و اصوات تنعق لا تغني و لا تقدم اي موسيقيه سوي دوشه و ازعاج غير عادين.

ف يونيو 2001 رحل علي كوبان الفنان النوبي الذي سحر ألباب النوبين لاكثر من 4 عقود وقد اهتمت وسائل الاعلام العالمية بخبر وفاته وأذاعت فقرات مطولة عنه ولقطات من بعض أغانيه التي قدمها طيلة مشواره الفني قدم فيه أغاني التراث والفولكلور النوبي في الأفراح والمهرجانات الشعبية وذاعت شهرته في مختلف دول العالم ونال العديد من الجوائز الدولية كان أهمها فوزه بالأسطوانه الذهبية في مهرجان ألمانيا السنوي للفولكلور عام 1990 والذي شارك فيه ممثلا عن مصر.

وعلي كوبانا ولد عام 1929 بقرية قورته بالنوبة القديمة وكان والده حسن أحمد كوبانا تاجرا له مركب شراعي يرسو عند معبد كوبان فالتصق الاسم بالاب والابن معا إذ أن والده كان يصحبه معه وهو طفل في رحلاته النيلية وكان والده محبا للغناء فأخذ عنه ابنه حب الغناء. أتى علي كوبانا إلى القاهرة عام 1944 حيث التحق بمدرسة الناصرية الابتدائية بحي معروف وفي أحد الأفراح في ذلك العام أمسك علي بالدف وغنى بعض الأغاني القومية فنال اعجاب الحضور وهو ما دفعه إلى ترك الدراسة للعمل في مجال الغناء النوبي ثم التحق عام 1947 بالكشافة النوبية بعابدين وفيها تعلم أصول الموسيقى خاصة موسيقى الغرب والعزف على آله الكلارتيت وغنى كثيرا في حفلات الكشافة ومن خلال وجوده بالكشافة النوبية شارك بأداء دور صغير أمام الملك فاروق والنحاس باشا في أوبريت العرس النوبي بدار الأوبرا الخديوية عام 1949 فنال إعجاب الملك الذي منحه ريال فضة مكافأة كما أمر الملك بانتدابه لتدريب فرق الكشافة الملكية في أنشاص وفي عام 1957 كون علي كوبانا أول فرقة من نوعها في مصر للموسيقى النوبية والتي عملت على جمع تراث الغناء النوبي واحياء الافراح والحفلات والمشاركة في المناسبات القومية والليالي النوبية داخل مصر وخارجها وقدمت الفرقة اغنيات تراثية نوبية في قالب وتوزيع جديد حيث قام كوبانا بتطوير الآلات الموسيقية في الفرقة حيث أدخل الاكورديون والكمان والترومبا والساكسفون والاورج والبونجر وبالرغم من ذلك لم تخرج الفرقة عن روحها النوبية واستعانت به القوات المسلحة في أحياء حفلات لجنود الجيش وفي عام 1967 ذهب للجبهة وغنى للجنود لرفع روحهم المعنوية بعد نكسة يونيو وشارك في إحياء مجموعة كبيرة من حفلات أضواء المدينة. وكان كوبانا يقدم أغانيه بكل لهجات أهل النوبة منها الكنوز في الشمال والفاديكا في الجنوب ووادي العرب في الوسط وفي عام 1988 فوجئ كوبانا بوفد من الموسيقيين الألمان المهتمين بالموسيقى والغناء يحضرون إليه وتعاقدوا لإحياء عدة حفلات بألمانيا حققت نجاحا هائلا بعدها عرض عليه الإتحاد الدولي للمهرجانات المشاركة في مهرجان برلين الدولي عام 1989 حصل فيه كوبانا على المركز الأول وفي نفس العام حصل على عضوية اتحاد الموسيقيين الدوليين ببرلين وفي عام 1990 شارك في مهرجان السياسة في ألمانيا وعندما سألوه عن علاقة أغنياته بالسياسة قال ان الفن النوبي هو تعبير عن الرغبة المصرية في وجود سلام عالمي حقيقي وقد حصل كوبانا على المركز الأول أيضا في هذا المهرجان وأقامت له السفارة المصرية بألمانيا وقتها حفلا كبيرا وفي نفس العام قدم عرضا مميزا ضمن فاعليات المهرجان السنوي (نغمات الوطن) في برلين حقق خلاله نجاحا جماهيريا منقطع النظير وأشادت به الصحف الألمانية وقالت عنه أنه يمزج بين النغم الأصيل والاتجاه الحديث للموسيقى الذي يجذب الجماهير في الغرب وأضافت أن المرء يستشعر الأنغام المنعشة القادمة من ضفاف النيل وهو ما دفع الفنان العالمي جيمس بروان لطلب كوبانا للاشتراك معه في مجموعة حفلات بأمريكا وبعض الدول العربية فنال شهرة كبيرة هناك ولقي تكريما وحفاوة بالغين وقام بتسجيل حوارات عديدة لوسائل الاعلام المختلفة خاصة للقنوات المهتمة بالتراث الإنساني ووجهت له الدعوة للغناء في الأوبرا الفرنسية بمصاحبة الاوركسترا الفرنسي، كما حضر وفد من التلفزيون الفرنسي إلى مصر وقام بتصوير فيلم تسجيلي عن على كوبانا بمسقط رأسه وبجوار الأهرامات وعلى النيل وقام التلفزيون الإنجليزي بعمل مناظرة بينه وبين جيمس بروان وقال المذيع في نهاية المناظرة عبارة تعد شهادة عالمية في حق كوبانا: علي كوبانا لا يقل أهمية أو قيمة عن جيمس بروان. وذلك بعد أن قال كوبانا في المناظرة التي حضرها أكثر من ثلاثة آلاف شخص من المهتمين بالموسيقى والتراث الإنساني. أن أوروبا أخذت الإيقاعات النوبية وعملت منها ما يسمى بموسيقى الروك أندروك وتوالت بعد ذلك مشاركة كوبانا في حفلات ومهرجانات إيطاليا وسويسرا والنمسا وهولندا وأمريكا وحصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير وأبرزت وسائل الاعلام العالمية دوره ومكانته واستضافته إدارة المهرجان السابع والعشرين لعالم الموسيقى بمدينة كان الفرنسية ليكون ضمن نجوم حفل افتتاحه وبعد هذا المهرجان من أكبر المهرجانات العالمية في مجال الموسيقى والغناء وأطلقت وسائل الاعلام المختلفة عليه القاباً عديدة مثل ملك موسيقى أمة القرآن وعبقري مصر الأول والأخير وابن النيل وغيرها من الألقاب وظلت فرقة كوبانا الموسيقية تجوب مختلف أنحاء العالم محققا نجاحات لم يسبق لأي موسيقي مصري تحقيقها من قبل حتى أن الاتحاد الدولي يرسل له في مطلع كل عام قائمة بمهرجاناته الدولية ليختار منها ما يشاء ليشارك فيها وقدم كوبانا العديد من المطربين النوبيين من خلال فرقته الموسيقية مثل عبده ميرغني وحسن جزولي وعبد الله حسين بشير وصلاح أبو جريشة وماجدة علي وهي فنانة مصرية غنت بالنوبية وعبد اللطيف صلاح عبد الكريم وعبد الله ندم وحسن الصغير وناصر ومنصور كما ساندت فرقته العديد من المطربين السودانيين مثل أحمد المصطفى ومحمد وردي وإبراهيم عوض وصلاح بن البادية وحمد الريح وسيد خليفة وإسماعيل حسب الدائم وعبد الكريم الكابلي.


الجزيره الوثائقيه....حلقه عن علي كوبان

أغنية سكر سكر


حفله...ج1